موقف اهل السنة من ال البيت عليهم السلام

زائر

الإمام الشافعي:

إذا كان الإمامان الجليلان أبو حنيفة ومالك قد تعرضا للضرب والتعذيب والسجن بسبب حبهما لآل البيت فان الإمام الشافعي كاد أن يفقد حياته بسبب حبه لآل البيت وانضمامه إلى صفوف الثائرين من أبناء فاطمة

وقد سيق الإمام الشافعي مكبلا بالحديد من صنعاء إلى بغداد ليتمثل بين يدي الرشيد بتهمة مساندة احد العلويين من أبناء فاطمة للثورة ضد حكم الرشيد
وتقول بعض الروايات من مكة إلى بغداد
وقد اشتهر الإمام الشافعي بحبه لآل البيت وأما إعجابه بعلي فأمر قد تضافرت به الأخبار عنه انه ذكر الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في مجلسه فقال رجل ما نفر الناس عن علي إلا لأنه كان لا يبالي بأحد فقال الشافعي رضي الله عنه كان فيه أربع خصال لا تكون خصلة واحدة للإنسان إلا يحق له الا يبالي بأحد : انه كان زاهدا والزاهد لا يبالي بالدنيا وأهلها وكان عالما والعالم لا يبالي بأحد وكان شجاعا والشجاع لا يبالي بأحد وكان شريفا والشريف لا يبالي بأحد

ولقد قال في الإمام علي عليه السلام وكان كرم الله وجهه قد خص بعلم القران والفقه لان النبي صلى الله عليه واله وسلم دعاه وأمره أن يقضي بين الناس وكانت قضاياه ترفع إلى النبي عليه السلام فيمضيها

وقد امتلاء ديوان الشافعي بحب آل محمد قال
يا آل رسول الله حبــــــــكم فرض من الله في القران انزله
يكفيكم من عظيم الفخرانكم من لم يصل عليكم لا صلاة له

وقد التقى الإمام الشافعي بمحمد بن الحسن وبعض تلاميذ جعفر الصادق وتعلم منهم بعض فقه الإمام الصادق واقضية الإمام علي كرم الله وجهه وتعلم من مذهب الإمام الصادق أن العقل هو أقوى أدوات الاستنباط حين لا يكون نص العقل وحده هو أداة فهم النصوص لا الإتباع ولا التقليد
وتعلم من تلاميذ الإمام الصادق رأي الإمام في حقيقة العلم فالعلم ليس حفظ القران والحديث ومعرفة الاثار فحسب ولكنه يشمل كل العلوم الطبيعية والرياضية التي تفسر ظواهر الكون وتكشف عن قدرة الخالق

وقد استطاع الشافعي وهو في مصر أن يتحرر في أرائه فألف كتاب عن قتال أهل البغي وقتال أهل البغي قائم على تفسير قوله تعالى (فقاتلوا التي تبغي حتى تفي إلى أمر الله )
وقد ورد هذا النص باقتتال المسلمين إذا فئة منهم بغت على الأخرى

وأهل البغي عند الشافعي هم معاوية بن أبي سفيان وجنوده الذين حاربوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والشافعي يرى قتالهم واجبا شرعيا
ولقد نقد بعض أصحاب الإمام احمد بن حنبل شيخه الشافعي على كتابه قتال أهل البغي وقالوا انه متشيع فقال احمد سبحان الله وهل ابتلى احد بقتال أهل البغي قبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

وتوفي الإمام الشافعي في 28 رجب بعد أن ملا طباق الأرض فقها وعلما

الإمام احمد بن حنبل:
اشتهر أيضا بحبه الشديد لآل البيت وعترته الطاهرة ولمحبته للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ولانه أورد في فضائله في كتابه المسند ما لم يذكره عن أي صحابي أخر ولنفيه أن معاوية بن أبي سفيان كتب الوحي وقال إنما كتب رسالة من الرسائل للنبي عليه الصلاة والسلام عندما ألح عليه في ذلك أبو سفيان
بحث الإمام احمد عن فقه واقضية الخلفاء الراشدين فأعجب بما عرفه من فقه الإمام علي كرم الله وجهه وبدا ينشره ويستشهد به فوجد عليه خلفاء بني العباس وجدا شديدا
وقد رأى احمد بن حنبل أن إتباع أحكام الإمام علي واجب لان الرسول عليه السلام اقر جميع أحكامه فكأنه هو الذي حكم ثم انه قد خصه بعلم القران
وكان يرى أن معاوية باغيا على الإمام علي كرم الله وجهه خرج عن طاعته وثار عليه أما خلافة يزيد بن معاوية فان الإمام احمد
يرى أن معاوية اكره الناس على هذه البيعة ولا إكراه في البيعة
وقال من طعن في علي فهو مخالف للسنة وليس للسلطان أن يعفو عنه....ثم رفع رأسه وقال إن الخلافة لم تزين عليا بل علي زينها

وسئل عن تأييد السيدة عائشة لطلحة والزبير ضد علي فقال (أكان طلحة والزبير يريدان اعدل من علي)

وقال ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح مثل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

الإمام النسائي:
لقد ضرب ضربا مبرحا من قبل العامة في فلسطين في الرملة ويرجع السبب في ذلك أن الإمام النسائي وضع كتابين في فضائل الإمام علي عليه السلام (خصائص علي) (ومسند علي) وكتابا في فضائل السيدة فاطمة عليها السلام (خصائص فاطمة) كما ذكر كثيرا من فضائل الإمام علي في سننه الكبرى فلما وصل إلى الشام اخذ يحدث بهذه الفضائل فقال له أهل الشام إلا تحدثنا عن فضائل معاوية فاعتذر فأصر القوم فقال لهم لا أحفظ إلا حديثين فقالوا له حدثنا بهما فحدثهما بهما فضرب بسببهما حتى مات على اثر الضرب رحمه الله رحمة الأبرار
أما الحديث الأول فقد أورده أيضا الإمام مسلم في كتاب البر قال مسلم بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت العب مع الصبيان فجاء رسول الله فتواريت خلف باب قال فجاء فضربني ضربة خفيفة باليد وقال اذهب وادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل قال ثم قال لي اذهب فادع معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل فقال الرسول عليه الصلاة والسلام لا اشبع الله بطنه
قال معاوية كما يذكره ابن كثير في التفسير فو الله إني مااشبع أبدا

وأما الحديث الثاني فقد رواه أيضا الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الطلاق وأبو داود في سننه والترمذي كتاب النكاح وموطأ مالك كتاب الطلاق واحمد في سنده ج6: 412
وفي رواية مسلم عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن زوجها أبا عمرو بن حفص طلقها فلما أتمت عدتها جاءت الرسول قالت فلما أحللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال لها الرسول عليه السلام أما أبو جهم فلا يضع عصاه من عاتقه ( قالوا كنايه عن ضرب النساء أو كثرة السفر) وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد فنكحته فجعل الله فيه خيرا