يقول الأطباء إنني كائن له أبعاد و حدود يمكن قياسها بدقة متناهية , و إن جسدي أعضاء لها وظائف محددة و دقيقة , وهم يتباهون بقدرتهم على التعرف على حال أعضائي بما لديهم من أجهزة تصوير شعاعي , و رنين مغناطيسي , و طبقي محوري , و إيكو , و هم لا تورعون عن استخدام مشارطهم المتحفزة لسبر أغوار جسدي , و لا يملون من التباهي بما حققوه في ميادين التشريح و علم الأنسجة و الفيزيولوجية و الهندسة الوراثية و..........
و لكنهم على الرغم من كل ما لديهم من غرور لا يستطيعون إجابتي عن سؤال و احد هو : من أنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فأنا أحس أنني بلا أبعاد بلا سقف و لا قاع و لا حدود , أنا عالم من الأفكار و الأحاسيس و الصور و الذكريات و الأحلام و الرغبات , عالم لا تستطيع الهرمونات و تبدلاتها أن تفسر كنهه .
غرائب مختبئة في أعماق سحيقة و لا يطفو منها إلا النذر اليسير .
أنا متصل بالعالم الخارجي و منفصل عنه في نفس الوقت .
حبي يقتلني , لأني أريد أن أصهر حبيبتي و أحولها إلى أنا , و هذا مستحيل لأن حبيبتي أنا مستقلة , و أقصى ما نستطيعه هو أن نتوهم الانصهار في لحظات عابرة لكننا لا نلبث أن نستفيق على حقيقتنا المرة , و نعود إلى كياناتنا المغلقة على أسرارها .
التساؤلات كثيرة في ظلام الأعماق ......
لكن الأهم هو من أنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ألا يوجد من يجيبني على هذا السؤال ؟؟؟؟؟؟؟
تحياتي اخوكم noor18